أطل علينا الأخ حسام زكي من جديد ليبشرنا بأنه استدعى القائم بالأعمال ( الإسرائيلي ) في القاهرة ليبلغه أن مصر ( قلقة ) مما يحدث في القدس ! وبالطبع فإن السفير الصهيوني سيقوم على الفور بالاتصال بوزير خارجيته وربما رئيس الوزراء نتنياهو ليقول له ( مصر قلقة يا نتنياهو ) وهذا يعني أن نتنياهو سيدعو إلى اجتماع عاجل للبحث في كيفية استرضاء مصر والتخفيف من حدة قلقها وطمأنتها بأن ما يحدث في القدس هو شيء (روتيني) لا يستهدف مصر ولا مكانتها إنما هذه إجراءات روتينية لمقاومة(الإرهاب والتطرف) تماما مثلما تقوم مصر باعتقال الناشطين الإسلاميين الذين يتظاهرون لنصرة الأقصى .
هناك ما يشبه الاستهبال الرسمي ( العربي ) بشكل عام في موضوع العلاقة مع الكيان الصهيوني ، فبعض عرب الخليج على سبيل المثال يمدون أيديهم إلى (الكيان الصهيوني ) عبر طوابير رجال الأعمال الطامحين لعقد صفقات مع الصهاينة ولو تحت غطاء أسماء وجوازات سفر أوربية بالطبع ، أو عبر شخصيات عامة تطمح في أن تنال رضا أمريكا عنها فتبادر تلك الشخصيات بعقد اجتماعات علنية مع قيادات (صهيونية) أيديهم ملطخة بدم الفلسطينيين وهؤلاء عادة ما يلجئون إلى نفي مصافحتهم ولقاءاتهم بالصهاينة رغم أن الصور تكشف عن ابتسامة عريضة وهم يتصافحون معا .
(الاستهبال) العربي يتمثل فيما تقوم به الخارجية المصرية التي تستدعي القائم بالأعمال الصهيوني لتبلغه قلق مصر بينما مصر لا تتخذ قرارا مثلا برفع الحصار عن غزة !!!
وفي نفس التوقيت التي تقوم ( إسرائيل ) باعتقال العشرات من المتظاهرين في فلسطين تقوم مصر والأردن بفعل نفس الشيء مع المعارضة التي خرجت ومع الطلاب الذين انتفضوا لنصرة إخوانهم في فلسطين ـ لا بل وصل الأمر من ( الاستهبال) أن تقوم السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بمنع التظاهر لنصرة أهل القدس !!
نتنياهو الذي لم يخش من أوباما ولا من وزيرة خارجيته ( هيلاري كلينتون ) التي طالبته بتقديم توضيحات حول موضوع الاستيطان الأخير في القدس ( وبالمناسبة لم يقدم نتنياهو أي إيضاحات حتى هذه اللحظة ) ، نتنياهو هذا بالتأكيد لا يهمه قلق مصر ولا قلق العرب أجمعين، وخروج تصريح على لسان المتحدث باسم الخارجية بدلا من وزير الخارجية الذي تعود الظهور فقط قبيل حدوث اعتداءات على الفلسطينيين خصوصا في ( غزة ) لم ولن يخيف ( إسرائيل) لا اليوم ولا غدا !!
هذه الحركة الدبلوماسية هي حركة مكشوفة أو البلدي حركة ( قرعة ) لا يمكن لعاقل أن يبلعها أو يهضمها !!
وأتخيل أنه واستمرارا في ( الاستهبال الرسمي ) فإنه من الممكن أن يظهر علينا السيد المتحدث باسم الخارجية المصرية معلنا أن مصر ( رفعت حالة القلق من اللون الأخضر إلى اللون البرتقالي ) وإذا استمرت ( إسرائيل ) في عدوانها فسترفع مصر حالة القلق إلى ( اللون الأحمر ) وهذا يعني أن مصر ربما تلجأ إلى اتخاذ إجراءات رادعة ضد ( إسرائيل ) إذا استمرت الأخيرة في ( غيّها ) !!!
أبشروا!!
آخر السطر
مصر لو قلقانه نهدِّيها بتصريح !!!